مبادرة “تعاونيتي” هي مشروع رقمي طموح أطلقته جمعية مبادرات ضمن مشروع التمكين الرقمي، وتهدف إلى دعم وتعزيز التعاونيات في المغرب من خلال عملية شاملة للرقمنة وتقديم حلول رقمية مبتكرة تُسهم في تحسين أداء التعاونيات وقدرتها على الوصول إلى أسواق جديدة، مما يزيد من فرصها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
أهداف مبادرة “تعاونيتي”
تسعى مبادرة “تعاونيتي” إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، من بينها:
- تمكين التعاونيات من تسويق منتجاتها إلكترونيًا: إنشاء مواقع ويب فردية لكل تعاونية تتيح لها عرض وبيع منتجاتها بسهولة عبر الإنترنت.
- تدريب التعاونيات على الأدوات الرقمية: تقديم دورات تدريبية تُساعد أعضاء التعاونيات على فهم واستخدام أدوات التقنية الحديثة لتعزيز مهاراتهم في مجال التسويق الرقمي، وإدارة الحسابات الإلكترونية، وتوسيع قاعدة العملاء.
- توفير حلول رقمية متكاملة: تشمل الحلول الرقمية تقديم نظام إدارة متكامل (ERP) يُساعد التعاونيات في إدارة عملياتها الداخلية مثل إدارة المخزون، الحسابات، والموارد البشرية، مما يُعزز الكفاءة ويقلل من التكاليف.
- توظيف الذكاء الاصطناعي في دعم اتخاذ القرار: توفير أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتحسين اتخاذ القرار، حيث تُمكّن هذه الأدوات التعاونيات من استكشاف توجهات السوق واحتياجات العملاء، مما يساعدها في تحديد أفضل استراتيجيات النمو.
مراحل تنفيذ مشروع “تعاونيتي”
ينقسم مشروع “تعاونيتي” إلى أربع مراحل رئيسية لضمان تحقيق النتائج المرجوة، وهي:
- التصميم والتطوير: تبدأ المبادرة بتصميم وتطوير مواقع ويب فردية لكل تعاونية، حيث يتم تخصيص كل موقع بناءً على احتياجات وأهداف كل تعاونية على حدة. يتم في هذه المرحلة أيضًا تزويد المواقع بميزات التجارة الإلكترونية، مثل بوابات الدفع الآمنة وعربات التسوق.
- التدريب وبناء القدرات: بعد تطوير المواقع، يتم تنظيم دورات تدريبية شاملة لأعضاء التعاونيات لتعريفهم بأهمية الرقمنة وتدريبهم على كيفية استخدام الموقع الإلكتروني وإدارة منصاتهم الإلكترونية.
- توفير الحلول الرقمية الشاملة: تأتي في هذه المرحلة تقديم حلول رقمية متكاملة تشمل نظم إدارة موارد متطورة تساعد التعاونيات في تنظيم أعمالها الداخلية بطريقة أكثر كفاءة وفعالية.
- استخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات: في المرحلة الأخيرة، يتم توفير أدوات تحليل البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تساعد التعاونيات على اتخاذ قرارات مبنية على تحليلات دقيقة للبيانات، مثل تتبع مبيعات المنتجات، وتحليل سلوك العملاء، مما يمكنها من تطوير استراتيجيات ناجحة تلائم احتياجات السوق.
أهمية “تعاونيتي” للاقتصاد الوطني
تُعد مبادرة “تعاونيتي” خطوة نوعية نحو تحقيق الشمول الرقمي للتعاونيات في المغرب، حيث تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال دعم قطاع التعاونيات، الذي يُعتبر جزءاً حيوياً من الاقتصاد المغربي. وتمكّن هذه المبادرة التعاونيات من الوصول إلى شريحة أوسع من العملاء، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، مما يزيد من مبيعاتها ويُعزز من قدرتها على المنافسة في الأسواق الحديثة.
الشراكات والتعاونات في إطار “تعاونيتي”
تأتي هذه المبادرة نتيجة لتعاون جمعية مبادرات مع عدة شركات تقنية متخصصة في تطوير البرمجيات وتقديم الحلول الرقمية. وقد ساهمت هذه الشراكات في ضمان تقديم حلول فعالة وعملية تتماشى مع احتياجات التعاونيات في مختلف مناطق المغرب، مع الأخذ في الاعتبار اختلاف مجالات العمل، وحجم النشاطات، واحتياجات العملاء.
التحديات والفرص
يواجه مشروع “تعاونيتي” عدة تحديات مثل ضعف الوعي الرقمي لدى بعض التعاونيات، وصعوبة الوصول إلى التعاونيات المتواجدة في المناطق النائية، إلا أن هذه التحديات تُعتبر فرصًا لتعزيز الجهود الرامية لتوسيع نطاق المبادرة، وزيادة تأثيرها على المدى البعيد، من خلال توسيع الشراكات مع مختلف الجهات المحلية والإقليمية.
خلاصة
تُعد مبادرة “تعاونيتي” مثالاً حياً على كيفية استخدام الرقمنة كأداة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. من خلال توفير منصة رقمية متكاملة، وتقديم التدريب والدعم المستمر، تفتح المبادرة آفاقاً جديدة للتعاونيات المغربية، وتُعزز من قدرتها على المنافسة والتكيف مع متطلبات العصر الرقمي.